جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصور توقّع اتفاقية تعاون مع المؤسسة التنموية للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال لتهيئة مختبر أبحاث التقنية الحيوية

في إطار تعزيز منظومة البحث العلمي والابتكار، شهدت جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصور صباح يوم الخميس الموافق 13 نوفمبر 2025 حفل توقيع اتفاقية مشروع تهيئة مختبر أبحاث التقنية الحيوية بين الجامعة والمؤسسة التنموية للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، وذلك بحضور سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي رئيس الجامعة، والدكتور المكرم عامر بن ناصر المطاعني الرئيس التنفيذي للمؤسسة التنموية للشركة، إلى جانب عدد من المسؤولين والأكاديميين والباحثين. وتهدف هذه الاتفاقية إلى تطوير البنية التحتية البحثية للجامعة في مجال التقنية الحيوية، وتوفير بيئة محفزة للباحثين والطلبة، إضافة إلى تطوير القدرات الوطنية في هذا المجال الحيوي الذي يُعد أحد المسارات العلمية الواعدة التي تشهد نموًا متسارعًا على المستوى العالمي.

استُهل برنامج الحفل بكلمة ترحيبية ألقاها الدكتور راشد بن ناصر المطاعني مساعد رئيس الجامعة بصور، رحّب فيها بالحضور، مشيدًا بهذه الشراكة التي تعكس التزام الجانبين بتعزيز التكامل بين مؤسسات التعليم العالي وقطاع الصناعة.

وقال الدكتور المطاعني في كلمته: "تشكل هذه الاتفاقية محطةً مهمة في مسيرة الجامعة نحو ترسيخ بيئة بحثية متقدمة، فهي تمثل ترجمة عملية لالتزام الجانبين بدعم البحث العلمي وتعزيز التدريب التطبيقي لطلبتنا، وفتح مسارات أرحب للتعاون في مجالات الطاقة المستدامة والتقنيات الحيوية. إننا نؤمن بأن الشراكة بين مؤسسات التعليم العالي وقطاع الصناعة تشكّل ركيزة أساسية لبناء اقتصاد معرفي مزدهر، ينسجم مع تطلعات وطننا العزيز نحو مستقبل أكثر استدامة وتقدماً."

وأضاف في ختام كلمته: "وإننا إذ نثمّن هذا التعاون البنّاء مع المؤسسة التنموية للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، ونؤكد أنه يشكل نموذجًا للشراكات الوطنية الفاعلة التي تُسهم في دعم التنمية والارتقاء بقدرات شبابنا. ونتطلع من خلال هذه الاتفاقية إلى تحقيق منجزات بحثية نوعية تعود بالنفع على الجامعة والمجتمع والقطاعات الحيوية كافة."

وعقب ذلك، قُدم عرضٌ مرئي بعنوان: "مسيرة البحث العلمي في التقنية الحيوية: إنجازات حُصدت وتطلعات مستقبلية"، قدمته الدكتورة سارة بنت حمد العريمية، رئيسة قسم التقنية الحيوية، استعرضت خلاله مسيرة البحث العلمي والتطوير في مجال التقنية الحيوية منذ انطلاقتها في عام 2011، حيث بدأت مرحلة التأسيس بإطلاق برنامج التقنية الحيوية التطبيقية كأول برنامج من نوعه في السلطنة من حيث التخصصية.

وتناول العرض مراحل تطور البنية البحثية والعلمية للتقنية الحيوية، بدءًا من تهيئة المختبرات التدريسية خلال الفترة 2014–2016 بدعم كريم من المؤسسة التنموية للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، والتي مكّنت من تجهيز المختبرات بأحدث الأجهزة والتقنيات الحديثة لتعزيز الجوانب التطبيقية للتخصصات الدقيقة لبرنامج لتقنية الحيوية التطبيقية وهي التقنية الحيوية البحرية، والتقنية الحيوية للأغذية والزراعة، والتقنية الحيوية البيئية.

ثم جاء تدشين وحدة البيوت الخضراء عام 2019 كمنصة تعليمية وبحثية داعمة لمشاريع الأمن الغذائي والاستدامة البيئية، تلاه في عام 2022 افتتاح مختبر الزراعة المائية الذي أسهم في تطوير أبحاث الزراعة بدون تربة وتحسين كفاءة الإنتاج الزراعي.

وفي عام 2025، شهدت التقنية الحيوية توسعًا إضافيًا بافتتاح مختبر الاستزراع السمكي بدعم من مؤسسة سراج الوقفية وشركة العنقاء للطاقة، ثم طرح برنامج ماجستير العلوم في الأمن الغذائي، إلى جانب توقيع الاتفاقية التي نحتفي بها اليوم لإنشاء مختبر أبحاث التقنية الحيوية، بما يعزز البنية التحتية البحثية ويهيئ لانطلاقة جديدة نحو أبحاث متقدمة في مجالات الزراعة والبيئة والموارد البحرية.

واختُتم العرض بالتأكيد على أن هذه المنجزات تمثل بدايةً لسلسلة من المختبرات البحثية المتخصصة التي تتطلع الجامعة إلى تطويرها مستقبلًا، وصولًا إلى مركز بحثي متكامل يُسهم في دعم منظومة البحث العلمي والابتكار في السلطنة، ولا سيّما في مجالات التقنية الحيوية والأمن الغذائي، وبما يعزز مستهدفات رؤية عُمان 2040 في بناء اقتصاد قائم على المعرفة وتنويع مصادر الدخل.

تلا العرض التقديمي فيلمٌ قصير بعنوان: "أبحاث التقنية الحيوية… نحو آفاق الاستدامة"، سلط الضوء على الإمكانات البحثية لقسم التقنية الحيوية، والمشاريـع والمخرجات العلمية التي أسهم بها في دعم الاستدامة والأمن الغذائي.

بعد ذلك، تم توقيع الاتفاقية بين الجانبين، حيث وقّعها من طرف الجامعة سعادة الدكتور سعيد بن حمد الربيعي رئيس الجامعة، ومن جانب المؤسسة التنموية للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال الدكتور المكرم عامر بن ناصر المطاعني الرئيس التنفيذي للمؤسسة. وتنص الاتفاقية على تمويل مشروع تهيئة مختبر أبحاث قسم التقنية الحيوية التطبيقية بالجامعة، بما يسهم في تطوير البيئة البحثية ورفع كفاءة البنية التحتية العلمية.

وعلى هامش التوقيع، افتُتح المعرض المصاحب بعنوان: "لمحة عن بعض المنجزات البحثية للجامعة في مجال التقنية الحيوية"، الذي ضمّ عددًا من الأركان لعرض مشاريع الجامعة البحثية في هذا المجال، منها مشروعان ممولان من المؤسسة التنموية للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، إلى جانب مشروع ممول ضمن برامج البحوث الاستراتيجية في قطاع التحديات البحثية تموله وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه، وثلاثة مشاريع مُمولة من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ضمن برنامج تمويل البحوث المبني على الكفاءة، بالإضافة إلى عرض ثلاث شركات طلابية ناشئة في مجال التقنية الحيوية.

واختُتم برنامج الحفل بجولة تعريفية في المشاريع والمختبرات الممولة من قبل المؤسسة التنموية للشركة العُمانية للغاز الطبيعي المسال، شملت مختبرات الحاسوب بواقع البيئة الافتراضية ومختبرات التقنية الحيوية، اطلع خلالها الحضور على أهم التجهيزات البحثية والابتكارات التي تسهم في إثراء العملية التعليمية والبحثية.

ويأتي توقيع هذه الاتفاقية تأكيدًا على حرص جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بصور على تعزيز بيئة البحث العلمي والابتكار، ودعم المشاريع البحثية المتخصصة في مجالات التقنية الحيوية، بما يسهم في تطوير الكفاءات الوطنية وتحقيق أهداف رؤية عُمان 2040 في مجالات العلوم والتقنية والابتكار.