وفد عماني يزور مركز كينيدي للفضاء
زارت فرق وفد سلطنة عمان المرشحين لهاكاثون تحدي ناسا لتطبيقات الفضاء ابراء 2024” مركز كينيدي للفضاء بفلوريدا، وسط أجواء مفعمة بالفضول العلمي والشغف بالمستقبل. وقد إلتقت الفرق برائد الفضاء الأمريكي الكولونيل المتقاعد وودي سبرينغ، ضمن فعاليات اليوم السادس من رحلتهم العلمية في الولايات المتحدة.
"الفضاء لا يرحم الأخطاء، لكن الإصرار والعمل الجماعي يصنع المعجزات"، بهذه الكلمات استهل وودي سبرينغ حديثه مع الوفد، ناقلًا لهم خبرته الغنية في رحلات الفضاء والتدريب المتقدم والمهمات المعقدة خارج المركبة. وتخلل الجلسة الحوارية لحظات من التفاعل الحي والأسئلة العميقة، حيث عبّر المشاركون عن شغفهم بمعرفة تفاصيل الحياة اليومية في المدار، وتحديات العمل في بيئة تنعدم فيها الجاذبية. وشارك سبرينغ رؤاه حول مستقبل الرحلات إلى القمر والمريخ، مؤكدًا أن الجيل القادم هو من سيحمل الشعلة إلى ما بعد الكواكب.
في وقت لاحق، خاض الوفد تجربة علمية غامرة في مجمع الإطلاق نحو الفضاء العميق (Gateway: Deep Space Launch Complex)، حيث اختار المشاركون رحلات محاكاة تفاعلية إلى كواكب المريخ وزحل وتراپّيست-1، وسط مؤثرات صوتية وبصرية تنقل الزائر إلى قلب الكون. كما شاهد الفريق عروض أفلام IMAX®️ الفلكية التي عرضت صورًا مذهلة من تلسكوب جيمس ويب، وطرحت تساؤلات كبرى عن أصل الكون وإمكان وجود حياة خارج الأرض. واختُتمت الفعاليات بتجربة الواقع الافتراضي HYPERDECK، حيث عاش المشاركون محاكاة الهبوط على سطح القمر وجمع المعادن في بيئة افتراضية متعددة الحواس، وسط تفاعل كبير وحماس ملحوظ.
وقال الطالب مارتن حنا، طالب دولي وأحد أعضاء الفريق من الجامعة الألمانية للتكنولوجيا: إن مركز كينيدي للفضاء هو متحف الأبطال والأساطير، حيث يتم تخليد ذكرى جميع رواد الفضاء الأمريكيين الذين صعدوا إلى الفضاء. شعرت بعمق التقدير للتضحيات والجهود التي بذلها هؤلاء الرواد، كلٌّ منهم كان جزءًا من مسعى جماعي واحد لتحقيق مصير الإنسانية: الوصول إلى ما وراء النجوم.” من جهته، علّق المشارك لقمان بن سعود الصقري عضو فريق الكلية العسكرية القنية قائلًا:"أهمية الزيارة تكمن في إحياء الحلم، واستلهام العزيمة من رواد الفضاء، ورؤية المستقبل بعين الطموح والعلم والإبداع اللامحدود.”
وقد جاءت هذه الرحلة ثمرة تعاون مؤسسي مثمر بين جامعة التقنية والعلوم التطبيقية والجهات الدبلوماسية الأمريكية في سلطنة عُمان، ما أتاح للشباب العُماني فرصة نادرة للانخراط في تجربة تعليمية ميدانية على أعلى مستوى، وجعل من استكشاف الفضاء واقعًا ملموسًا بعد أن كان مجرد حلم يراود الخيال. لقد كان لهذا التعاون دور محوري في فتح نوافذ جديدة على مستقبل العلوم والتقنية، وتعزيز جسور التبادل العلمي والثقافي بين البلدين.
وأكدت الدكتورة فاطمة بنت ناصر الحارثية، نائب رئيس هاكاثون تحدي ناسا لتطبيقات الفضاء – إبراء، أن الفرصة ما زالت متاحة أمام الشباب العُماني لخوض هذه التجربة الاستثنائية من خلال المشاركة في النسخة القادمة من الهاكاثون، والتي ستُقام في فرع الجامعة بإبراء من 4 إلى 5 أكتوبر 2025.واختتمت قائلة: “تحدي ناسا ليس مجرد مسابقة، بل منصة حقيقية لإطلاق الأفكار وتحويلها إلى ابتكارات تخدم البشرية، وهو بوابة مفتوحة أمام شباب سلطنة عُمان لتمثيل وطنهم على الساحة العالمية، وللتحليق بأحلامهم نحو الفضاء وما بعده.
9